1

Google

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

العمل مع الأغبياء ،، الداء القاتل

 
يشكل الأغبياء في مكان العمل خطراً على صحتك يعادل خطر السجاير والكافيين أو الأطعمة المشبعة بالدهون كما تشير دراسة مثيرة للانتباه.
ويمثل هؤلاء الأغبياء أحد الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية حيث أن العمل بشكل يومي مع أشخاص أغبياء يعتبر أحد أنواع الضغوط القاتلة وفقاً لما أورده باحثون سويديون من المركز الطبي لجامعة ليندبرغ.
وتقول كاتبة الدراسة الدكتورة داغمار أندرسون أن فريق البحث درس 500 حالة من النوبات القلبية واندهشوا لاكتشافهم أن 62% لديهم عدد قليل نسبياً من عوامل المخاطر الجسمانية التي تسبب النوبات القلبية بشكل عام.
"سألناهم بعد ذلك عن نمط حياتهم وعاداتهم فأشار جميع هؤلاء المرضى تقريباً من ذوي المخاطر المنخفضة إلى أنهم يعملون مع أشخاص بالغي الغباء لدرجة أنهم يتوهون من مواقف السيارات إلى مكاتبهم. وقد جاءت النوبة القلبية لكلٍ منهم خلال أقل من 12 ساعة بعد مواجهة حادة مع أحد هؤلاء الحمقى.
لقد نُقلت إحدى النساء بسرعة إلى المستشفى بعد أن مزّق أحد مساعديها مستندات ضريبية هامة للشركة بدلاً عن نسخها. وأخبرنا أحد الرجال أنه انهار على مكتبه مباشرة بعد أن ظلت المرأة المجاورة له تطلب منه باستمرار سائل التصحيح "الطامس" لمسح نص على شاشة حاسبها الآلي.
وتقول الدكتورة آندرسون "بإمكانك الحد من التدخين أو تحسين نظامك الغذائي لكن معظم الناس لديهم قدرات محدودة للتأقلم مع الغباء، إنهم يشعرون بالعجز تجاهه ولذلك فإنهم يبتلعون إحباطهم حتى ينفجروا في النهاية".
زملاء العمل الأغبياء يمكن أن يتسببوا أيضاً في زيادة حمل العمل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف على من يعمل معهم كما أوضحت الدكتورة آندرسون. "يشعر معظم الأشخاص الذين شملناهم في الدراسة بالرثاء على الأغبياء الذين يعملون معهم لذلك يحالون مساعدتهم بإصلاح ما يفسدونه. لقد قضت إحدى السيدات أسبوعاً كاملاً وهي تعمل على إعادة بناء سجلات أحد العملاء لأن الكاتبة التي تعمل معها قامت بحذفها إلى سلة المهملات في حاسبها الآلي ثم قامت بتفريغ السلة ،، لقد كانت تعتقد أنه ستتم إعادة تدوير السجلات لاستخدامها مرةً أخرى"

-------
ترجمة: أبوبكر العاقب

الاثنين، 4 أبريل 2016

سعاد الفاتح .. النبي فوقنا

ورد في الأخبار أن الدكتورة سعاد الفاتح، عضو مجلس الولايات طالبت " نواب المجلس (مجلس الولايات) بقيام الليل وبيع الأنفس لله، ودعت لاستعادة شعار (هي لله ..هي لله)).
يبدو أن الدكتورة سعاد الفاتح التي تعتبر هي والأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم أول سودانيتين تدخلان البرلمان لم تصل بعد إلى قناعة بأن شعار "هي لله" لم يعد هو الشعار الذي يدغدغ المشاعر ويحمل الناس إلى جنة الله في الأرض التي كانت تساق بها الجماهير أو بلغة الشارع أن "المكنة دي بقت ما بتقسّم".
إن شعار "هي لله" الذي طرحته حكومة الإنقاذ وظلت تلوح به طوال ربع قرن من الزمان لم ينجم عنه إلا مزيد من الظلم باسم الله ومزيد من السرقة باسم الله ومزيد من الذل والمهانة باسم الله الذي كرّم ابن آدم من دون خلقه (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الآية 70 من سورة الإسراء.
ولعلها بهذا التصريح الغريب تعطينا الدكتورة سعاد إشارةً إلى أنها ورغم التجارب التي خاضتها في الحياة السياسية إلا أنها لم تتقدم قيد أنملة سواء من حيث إيمانها بهذا الشعار الذي فقد بريقه وأصبح باهتاً أو من حيث عدم قناعتها بأن الإنسانية جمعاء قد توصلت من خلال تجاربها الحية، وتجربتنا أبلغ التجارب، أن الشعارات الدينية الفضفاضة التي تحاول التملص من الضوابط والقوانين والأحكام والإجراءات، أو باختصار التي تحاول تجنب دولة المؤسسات هي تجارب محكوم عليها مسبقاً بالفشل مهما كانت درجة عفة وتقوى القائمين عليها.
لقد توصل العالم أجمع إلى أن دولة المؤسسات هي الدولة التي تمتلك مقومات الاستمرارية والقدرة على بسط العدل والمساواة بين الناس وتوفير حاجاتهم الأساسية دون النظر إلى أعراقهم أو أديانهم أو ثقافاتهم طالما أن لهم حق المواطنة وذلك لأن دولة المؤسسات تخضع مؤسساتها لضوابط وقوانين وأحكام بدلاً عن أن تخضع للمزاج الشخصي أو للتفسيرات الاعتباطية للنصوص الدينية التي ترفع السيف فوق رأس من يخالفها بناءً على أحكام لعلماء مترفين يترفهون في مساكنهم الفاخرة غير عابئين بمن بات جائعاً أو أنّ مريضاً أو مات من مسغبة أو غبن.
وقد دعت الدكتورة سعاد الفاتح إلى عدم التمسك بالكراسي وكان الأولى بها لو أنها غير متمسكة بالكرسي أن تحدثنا عن أمور أخرى وأن تطرح لنا رأيها في مسائل أشد حساسية وأكثر وضوحاً من "هي لله" ولكنه ما حكاه لنا القرآن الكريم في قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) الآية 136 سورة الأنعام. فقد جعلها القوم كلها لله بقولهم "هي لله" ثم أخذوا ذلك النصيب وأدخلوه جيوبهم ولم يذهب لا إلى الله ولا إلى خلق الله شيء منه.
كان الأولى بالدكتورة سعاد، وأشبه بها، لو أنها دعت النواب إلى جلسات عصف ذهني للتوصل إلى مقترحات عملية وواقعية لمعالجة مشاكل الفقر الذي يطحن السواد الأعظم من أهلنا وعن الأمراض المستعصية باهظة العلاج التي صارت تفتك بالناس في بلدنا والفوضى الضاربة بأطنابها في كل الدواوين حتى اختلط حابل الفوضى بنابل القهر فأصبحت مكاتب ولاة الأمر أسواقاً للإتجار بأراضٍ كان الأولى أن تخصص لأسر من المغتربين المهاجرين لعشرات السنين دون أن يكون لديهم بصيص أمل في حياة مستقرة بين أهليهم.
ولو أن في البلاد دولة مؤسسات لما آل الحال إلى ما آل إليه وللقي كل عاملٍ جزاءً من جنس عمله لأنه يخضع للقانون أياً كان المنصب الذي يتبوأه ولأن الحسبة تطاله وتطال بنيه وأسرته مهما كانوا ولأن الأنظمة لا تعطيه فرصةً أصلاً للتلاعب والتدليس والمراوغة من خلال ما يعرف بالضوابط والتوازنات (Checks and Balances) التي تعتبر من السمات المهمة للأنظمة الديمقراطية.
إن المجلس الذي يتبنى أعضاؤه دعوات مثل دعوة الدكتورة سعاد الفاتح هو ليس سوى جسم فوقي لا علاقة له بهموم من يفترض أنه يمثلهم ويخدم مصالحهم وعلى ذلك فهو مجلس بالغ التعاسة لأنه لا يشعر بآلام من فوضوه لخدمتهم وينطبق عليه قول شاعرنا الفذ محمد المكي إبراهيم الذي قال في قصيدته المُحكمة "قطار الغرب":

ما أتعس رأسا مشلول الأقدام
ما أتعس راسا لا تعنيه تباريح الأقدام


نُشر في الراكوبة بتاريخ 4 مايو 2015م على الرابط: هنا
 

الأستاذ / سراج الدين الجزولي

سراج الدين الجزولي
.
ما ذكر أساتذة المرحلة الابتدائية إلا وتبادر إلى ذهني الأستاذ الجليل سراج الدين الجزولي مدير مدرسة ود الحليو الابتدائية في مطلع السبعينيات والتي تم تغيير اسمها لاحقاً إلى مدرسة أبي بكر الصديق.
سراج الدين الجزولي من مدينة بورتسودان رجل طويل القامة، أسمر الإهاب تزين مقدم رأسه صلعة تصبغ وجهه بنوع من الوقار المحبوب.
دخلت إلى الصف الأول من المرحلة الابتدائية وأنا بين التهيب والتلهف إلى عالم المدرسة فوجدت الأستاذ سراج الدين الجزولي مديراً للمدرسة. كانت هنالك صالة تتوسط الفصول وتفتح على هذه الصالة مكاتب المعلمين وإذا دخلت من الجهة الشمالية فإن مكتب الأستاذ سراج الدين يكون الأول على يدك اليمنى.
كان الأستاذ سراج الدين معلماً من الناحيتين الأكاديمية والسلوكية فقد وصل إلينا مديراً وقد تراكمت لديه الخبرات في التعامل مع التلاميذ وصار منهجه في معاملتهم أنهم أبناؤه مع اختلاف مشاربهم وجهات قدومهم حيث كانت مدرسة ود الحليو تجمع الكثير من أبناء القرى المجاورة مختلفي الثقافات والأعراق والمستويات المعيشية.
وعلى قلة تدريسه لنا إلا أن الأستاذ سراج الدين كانت له الكثير من الإشراقات في حياتنا المدرسية التي كانت تتضمن الكثير من الأنشطة اللاصفية فكانت الجمعية الأدبية والبحث عن الكنز والاحتفالات السنوية وغيرها الكثير.
في ذلك العهد كانت تأتي إلى السودان المعونة الأمريكية للمدارس والمكونة في الغالب من الساردين وبدرة الحليب (لبن الجاموس) فكانت تقدم لنا وجبة إفطار في المدرسة مكونة من ساندوتش من الجبنة أو الساردين مع كوب من الحليب. كان الأستاذ سراج الدين في بداية العام يقف أمام الطابور وينادي "اللي ما بياكلش ساردين يمشي يمين" وكنا نستغرب من هذه اللغة.
كان الاستاذ سراج الدين رجلاً أنيقاً يهتم بهندامه فكان لا يُرى إلا وبنطاله مكوي وجزمته لامعة ورائحته طيبة.
كان للأستاذ سراج الدين من الأبناء محمد وأمين وسامي على ما أذكر.
التحية للأستاذ سراج الدين الجزولي ولكل أساتذتي الذين علموني ولو حرفاً واحداً ،،،

رسائل التجهيل

رسائل التجهيل

 أبو بكر العاقب .. الرياض
14 يونيو 2015م


 

وردتني رسالة على الفيسبوك يقول من كتبها، كسر الله قلمه، أن هنالك كلمات نستخدمها في العربية ويجب علينا تفاديها كمسلمين لأنها تتعرض بالإهانة لديننا.

أوردت الرسالة أن كلمة "mosque" تعني بيت البعوض وأن كلمة "Mecca" تعني بيت الخمر وأن كلمة "Mohd" تعني الكلب واسع الفم. وفي النهاية طلبت مني الرسالة أن أنشرها لأنني إن كتمتها فسيلجمني الله بلجام من نار.

وتفادياً لهذا اللجام الناري طفقت أبحث عن معاني هذه الكلمات وأصولها حتى أستوثق مما أنشر وأعزز الحجة بالبراهين إن صحّ ما ورد في الرسالة آنفة الذكر.

أثناء بحثي عن كلمة mosque وأصولها وجدت من أشار إلى أن الكلمة تطورت من كلمة mosquito التي تعني البعوض بعد المقولة المنسوبة إلى ملك أسبانيا فردناند بأنه قال في بداية الحروب الصليبية أنه سيسحق المسلمين كما البعوض. ولعل من أهم ما يدحض هذا الزعم هو أن ظهور الكلمة نفسها في اللغة الإنجليزية، حسب مصادر اللغة، جاء في حوالي سنة 1711م وهو تاريخ بعد الملك فردناند والحروب الصليبية بكثير التي كانت في الفترة 1096م-1291م.

والراجح عندي بخصوص هذه الكلمة أنها تحورت من الكلمة العربية "مسجد" ثم انتقلت من لغةٍ إلى أخرى حتى وصلت إلى الإنجليزية بصيغتها الحالية. ويشبه ذلك تحور كلمات مثل Toledo من طليطلة وValladolid من بلد الوليد وTrafalgar من الطرف الأغر فالأولى والثانية مدن في اسبانيا والثالثة ميدان في قلب لندن عاصمة الضباب.

أما بالنسبة لكلمة "mecca" فهي كلمة إنجليزية تعني في الأصل المكان الذي يتجه إليه كثير من الناس من جماعة معينة أو لمنشط معين مثل كلمة "قِبْلة" بمعناها العام في اللغة كأن تقول "أصبحت مدينة أركويت قبلة المصطافين". وقد وردت الكلمة في قاموس "مريام وبستر" بالرسمين، Mecca وMakkah، وشرحها القاموس أنها مدينة في المملكة العربية السعودية وأنها مسقط رأس محمد وأولى المدن المقدسة في الإسلام.

الطامة الكبرى في الكلمة الأخيرة التي هي ليست كلمة إنجليزية أصلاً ولم ترد في أي من مصادر اللغة الإنجليزية قديمها وحديثها وحسب اعتقادي أنها كلمة استحدثها إخوتنا المسلمون في شرق آسيا لاختصار اسم "محمد" وأظن ذلك يعزى إلى طول أسمائهم. إذاً لا علاقة لكلمة "Mohd" بكلبٍ فمه واسع أو فيلٍ فمه ضيق.

ثم ماذا بعدُ؟

أولاً تكشف هذه الرسالة عن أحد أمرين؛ إما الجهل المفرط أو سوء النية للإساءة إلى دين الإسلام بإظهار أتباعه بهذا المظهر "العبيط". أما الأولى فلا عذر لمن تسبب بها إذ أنّ من جهل سأل ومن سأل علم. وأما الثانية فالأولى بنا أن لا ننساق وراءها ونكرر وننشر كل ما يقع تحت أصابعنا على الكمبيوتر أو الجوال محتسبين الأجر عند الله فلا أظن أن من ينشر السيئة بحسن نية يؤجر وقد قيل إن "الطريق إلى الجحيم مفروش بحسن النوايا" وأن "القانون لا يحمي المغفلين".

استوثقوا قبل أن تنشروا، فإن لم تستطيعوا أن تستوثقوا فالأجدر أن لا تنشروا مخافة أن تعمموا معلومة أقل خطرها أن تظهركم بمظهر الجهلة الذين يطنون بما لا يعلمون.