1

Google

الخميس، 14 يناير 2010

أحلام مهدرة

عندما لمعت تلك الفكرة في رأسه قفز مثل من لسعته (رتيلا). كان وقتها يجلس على الرصيف مثل بلد بلا وجيع ، لم يكن يفكر في شيء محدد وإنما كان يقلب دفتر همومه صفحة صفحة ويتطلع فيه سطراً سطراً عله يجد رابطا بين تلك المشاكل التي تحاصره. حتى تلك الفكرة التي طرقت ذهنه لم يكن موضوعها ضمن الهموم التي كان يستعرضها.  عندما قفز واقفا كان هنالك شخص آخر يجلس على مقربة منه مطرقاً إلى الأرض، رفع الرجل نظره بتعب، تطلع فيه برخاوة ثم رد عينيه كأنه تعب من رفع جفنيه إلى الأعلى ، أما هو فدون أن ينظر إلى أسفل بدأ يبحث عن فردة حذائه في الأرض مُمِرّاً قدمه على المكان...

الأربعاء، 13 يناير 2010

هبوط إضطراري

تَسَاءَلْتُ بيني وبين نفسي ما الذي أتى بهذا الخواجة إلى هذه البقعة من العالم؟ ما ضره لو أنه بقي في دياره فمات هنالك بدلاً عن أن يموت في أرض لا يربطه بها رابط؟ ثم ما الذي دفعني إلى الإصرار عليه للحضور معي؟ وهل أكون قد تسببت في موته إن هوت هذه الطائرة؟ دارت في رأسي تلك الخواطر عندما ارتجت الطائرة واهتزت اهتزازا عنيفاً دون أن تكون لدينا أدنى فكرة عما يحدث فظن الكثيرون وأنا منهم أنها ستسقط وسنتحول إلى عنوان كبير في الصحف المحلية تسبقه الآية المعروفة من سورة البقرة. كنت آنئذٍ أعمل في منظمة دولية تعنى بالشئون الثقافية وكنت كثير الترحال رغم...

الجمعة، 1 يناير 2010

موت شماشي ...

تزحزح في رقدته قليلاً إلى الوراء. فقد سقطت عليه نقطة من سائل، لعله أحد المارة لم يفلح في أن يجد له مقعداً في حافلة فآثر أن يريح مثانته على طرف هذا الجدول ثم يواصل العراك.زاد من تكوره على نفسه عندما أحس لسعة البرد على ذراعيه وساقيه التي لم تفلح الملابس البالية في توفير الحماية لها ضد سياط البرد. شعر أيضاً بلسعة الجوع في أمعائه كأن في بطنه رحىً تفتك بها.الجمعة الشتوية هم كبير، يحسب لها هو ورفاقه ألف حساب، لكنهم ليسوا كالنمل حتى يستطيعوا اكتناز مؤونة للجُمَع الشتوية. فالجمعة عطلة والناس تبقى في بيوتها تفادياً لزحمة المواصلات وإرهاق الميزانيات بمصروفات...

المكرَّب ...

قرأت رسالة أخينا المغيرة التي فرودها لي (من forward) الأستاذ محمد حسن خضر وهي رسالة ثرةٌ بالاستطراد المحبوب الذي يبدو أن أخانا المغيرة له فيه باع جدُّ طويل. وقد أورد الأخ المغيرة في مقدمة الرسالة اسم"المكرّب"، ولعل ذلك لقب شائع للأستاذ محمد حسن بين حفنة من خاصته، فلا علم لي به، لكن الكلمة استوقفتني فحرنتُ عندها "حرنة مكادي" وحرنة المكادي يعلمها الإخوة فهو إن حرن لا يتزحزح إلا أن تنسفه نسفاً بالديناميت وهذا المعنى أفضل عندي من قول الشاعر "بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه" ولو أنه قال "بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها...