(تنويه: هذه المادة ليست تعليمية ولا يقصد منها تعليم الناس سرقة الدجاج ولا أجيز أحداً باستخدامها لهذا الغرض ومن فعل فإنما وزره على نفسه وأنا براء منه).
سرقة الديوك كانت في ما مضى من الأزمان مصدراً للهو والتسلية وقد كانت تتم عادةً عند ختان أحد الصبية في الفريق حيث يقوم رفاق العريس بشن هجوم شرس على الفريق وسرقة كل ما يستطيعون الوصول إليه ومن بين المسروقات فإن الديوك تكون مستهدفة بدرجة كبيرة.
ويأتي استهداف الديوك لكونها كانت على عهدنا تنام على الصريف فتكون قريبة من متناول السارق ولكونها خفيفة الوزن وتشتمل سرقتها على نوع من التسلية والفكاهة.
وقد يصحو صاحب البيت في الصباح فيفتقد ديكه فينادي على جاره من فوق الحائط "يا فلان، دحين البارح سمعت ليك حركة كديس ولا شي؟ الليلة ديكنا أصبح ما فيش"، فيضحك الجار ملء فيه حتى تسقط طاقيته ويرد "إنت ماك خابر البارح ود الجاك ما طهّر ولدو؟ تلقا رفاقة الولد غِشوك وسرقو ديكك".
ولا يكون أمام صاحب الديك المسروق سوى حلٍ واحد هو أن يضع قدميه داخل مركوبه ويتجه إلى بيت ود الجاك حيث يجد الصبية مجتمعين حول العريس وعندما يرونه يصيحون به "جيب المعلوم، جيب المعلوم" بمعنى هات الفدية حتى تحصل على ديكك. وبطيب خاطر نفتقده كثيراً في هذا الزمان الأعوج يخرج صاحب الديك من جيبه تعريفة حمراء فاقع لونها تسر الناظرين ويناولها لزعيم الصبية فيستلم ديكه ويعود به كما تعود قوات المارينز برهينة أمريكية من أفغانستان.
أما التكنيك الذي سأشرحه هنا فقد تعلمته من أحد أساطين سرقة الديوك والذي صحبته في إحدى صولاته بعد أن تعهدت له ألا أسأله عن أمر حتى يحدث لي منه ذكراً. وقد التزمت له بذلك ليس لأنني أقدرُ على نفسي من نبي الله موسى على نفسه لكن لأنني كنت أخشى صاحبي الذي كان أكثر مني تمرساً وآتاه الله بسطة في الجسم.
المهم خرجنا في ليلة شبه مقمرة وحددنا الهدف وسرقنا الديك الذي قصدناه. لكنني كنت متيقظاً لاستيعاب الطريقة أكثر من اهتمامي بقيمة المسروق أو ما يعود به على صاحبنا العريس.
وأقدم للقراء ها هنا خلاصة لـ "أفضل تكنيك لسرقة الديك". بعد تحديد الهدف يجب أن يكون سارق الديك قادراً على تحريك يديه معاً وبسرعة عالية لأنه يتوجب عليه كأول جزء من العملية أن يُطبق بيده اليمنى على ساقي الديك وبيده اليسرى على منقاره ويجب أن تتم هاتان العمليتان بتزامن تام دون أدنى فارق زمني بينهما. ويقتضي ذلك تنسيقاً دقيقاً للجهاز الحركي (كما يسميه الأطباء) بحيث تتحرك اليدان في نفس الوقت وتنقبضان في نفس الوقت.
والإمساك بساقي الديك واجب لكف شره فإن تركت ساقيه مطلقتين فإنك لا تأمن أن ينالك أحد أظفاره فيضيفك إلى قائمة العوران أو أن يصيبك في وجهك فيسبب لك خدشاً دائماً يصبح مسبةً لك ما حييت. فإن قمت في عرس لتبشّر تهامست الفتيات "إنتي يا حليمة دحين داك ما فلان الشلخو ديك حاج أحمد"، فترد صاحبتها "يا هو والله، من متين بقا يبشّر فوق البنُّوت".
أما منقار الديك فيجب الإطباق عليه لإخماد صوت الديك لأنه إن صاح تصايح جميع الدجاج تجاوباً مع رئيسه وربما أوقظ صاحب البيت فتأتيك عصا مقذوفة مثل الباتريوت فتصيبك في مقتل. فإذا أنجزت هذا الجزء فإنك تكون قد أكملت ثلثي المهمة وبقي لك الثلث الأخير.
الثلث الأخير يتمثل في أنك بعد أن تطبق بيديك على ساقي الديك ومنقاره فإنك يجب أن تسحبه بسرعة إلى أسفل بحيث يصبح ظهره ملتصقاً ببطنك وتكمن ضرورة هذه الحركة في أنها تخمد حركة الجناحين وتمنعهما من التصفيق لأنهما إن صفقا فهما جهاز إنذار مبكر يصل في الحال إلى بقية الدجاج وإلى صاحب الدار فتكون قد دخلت في ورطة.
وعند وصول المهمة إلى هذا الحد يجب على السارق أن يسرع الخطى ويسلك أقصر الطرق إلى وجهته دون أن يجري فيوقظ النائمين ولا أن يتلكأ فيثير ارتياب من قد يكون استيقظ لقضاء حاجة أو ما شابه.
سرقة الديوك كانت في ما مضى من الأزمان مصدراً للهو والتسلية وقد كانت تتم عادةً عند ختان أحد الصبية في الفريق حيث يقوم رفاق العريس بشن هجوم شرس على الفريق وسرقة كل ما يستطيعون الوصول إليه ومن بين المسروقات فإن الديوك تكون مستهدفة بدرجة كبيرة.
ويأتي استهداف الديوك لكونها كانت على عهدنا تنام على الصريف فتكون قريبة من متناول السارق ولكونها خفيفة الوزن وتشتمل سرقتها على نوع من التسلية والفكاهة.
وقد يصحو صاحب البيت في الصباح فيفتقد ديكه فينادي على جاره من فوق الحائط "يا فلان، دحين البارح سمعت ليك حركة كديس ولا شي؟ الليلة ديكنا أصبح ما فيش"، فيضحك الجار ملء فيه حتى تسقط طاقيته ويرد "إنت ماك خابر البارح ود الجاك ما طهّر ولدو؟ تلقا رفاقة الولد غِشوك وسرقو ديكك".
ولا يكون أمام صاحب الديك المسروق سوى حلٍ واحد هو أن يضع قدميه داخل مركوبه ويتجه إلى بيت ود الجاك حيث يجد الصبية مجتمعين حول العريس وعندما يرونه يصيحون به "جيب المعلوم، جيب المعلوم" بمعنى هات الفدية حتى تحصل على ديكك. وبطيب خاطر نفتقده كثيراً في هذا الزمان الأعوج يخرج صاحب الديك من جيبه تعريفة حمراء فاقع لونها تسر الناظرين ويناولها لزعيم الصبية فيستلم ديكه ويعود به كما تعود قوات المارينز برهينة أمريكية من أفغانستان.
أما التكنيك الذي سأشرحه هنا فقد تعلمته من أحد أساطين سرقة الديوك والذي صحبته في إحدى صولاته بعد أن تعهدت له ألا أسأله عن أمر حتى يحدث لي منه ذكراً. وقد التزمت له بذلك ليس لأنني أقدرُ على نفسي من نبي الله موسى على نفسه لكن لأنني كنت أخشى صاحبي الذي كان أكثر مني تمرساً وآتاه الله بسطة في الجسم.
المهم خرجنا في ليلة شبه مقمرة وحددنا الهدف وسرقنا الديك الذي قصدناه. لكنني كنت متيقظاً لاستيعاب الطريقة أكثر من اهتمامي بقيمة المسروق أو ما يعود به على صاحبنا العريس.
وأقدم للقراء ها هنا خلاصة لـ "أفضل تكنيك لسرقة الديك". بعد تحديد الهدف يجب أن يكون سارق الديك قادراً على تحريك يديه معاً وبسرعة عالية لأنه يتوجب عليه كأول جزء من العملية أن يُطبق بيده اليمنى على ساقي الديك وبيده اليسرى على منقاره ويجب أن تتم هاتان العمليتان بتزامن تام دون أدنى فارق زمني بينهما. ويقتضي ذلك تنسيقاً دقيقاً للجهاز الحركي (كما يسميه الأطباء) بحيث تتحرك اليدان في نفس الوقت وتنقبضان في نفس الوقت.
والإمساك بساقي الديك واجب لكف شره فإن تركت ساقيه مطلقتين فإنك لا تأمن أن ينالك أحد أظفاره فيضيفك إلى قائمة العوران أو أن يصيبك في وجهك فيسبب لك خدشاً دائماً يصبح مسبةً لك ما حييت. فإن قمت في عرس لتبشّر تهامست الفتيات "إنتي يا حليمة دحين داك ما فلان الشلخو ديك حاج أحمد"، فترد صاحبتها "يا هو والله، من متين بقا يبشّر فوق البنُّوت".
أما منقار الديك فيجب الإطباق عليه لإخماد صوت الديك لأنه إن صاح تصايح جميع الدجاج تجاوباً مع رئيسه وربما أوقظ صاحب البيت فتأتيك عصا مقذوفة مثل الباتريوت فتصيبك في مقتل. فإذا أنجزت هذا الجزء فإنك تكون قد أكملت ثلثي المهمة وبقي لك الثلث الأخير.
الثلث الأخير يتمثل في أنك بعد أن تطبق بيديك على ساقي الديك ومنقاره فإنك يجب أن تسحبه بسرعة إلى أسفل بحيث يصبح ظهره ملتصقاً ببطنك وتكمن ضرورة هذه الحركة في أنها تخمد حركة الجناحين وتمنعهما من التصفيق لأنهما إن صفقا فهما جهاز إنذار مبكر يصل في الحال إلى بقية الدجاج وإلى صاحب الدار فتكون قد دخلت في ورطة.
وعند وصول المهمة إلى هذا الحد يجب على السارق أن يسرع الخطى ويسلك أقصر الطرق إلى وجهته دون أن يجري فيوقظ النائمين ولا أن يتلكأ فيثير ارتياب من قد يكون استيقظ لقضاء حاجة أو ما شابه.
3 تعليقات :
الحبيب ود العاقب، اسمح لي بالدخول إلى (ضل العصاري)، قبل الظهر. كانوا يعتقدون أن الحمار غبي - معذرة-، و حاول الصينيون أن يثبتوا أن الأسماك أكثر غباء و لكن هنالك من ذكر أن أغبى المخلوقات هو الديك، فهل توافق؟
أعلم أن اختيارك (الزمزي) للديك لم يكن عشوائياً، فشغلت نفسي بعلاقة أخرى (الغبي و ما يجره عليك من مصائب) ههههههههه تقبل مروري العجل
أبي عز الدين البشرى
كعادتك رائع في السرد لك مقدرة عجيبة علي المزج بين العامية والفصحي
انت كاتب لايشق له غبار لولا بعض الكسل الابداعي نتيجة امراض الغربة المزمنة
تقبل مروري
لك مودتي
تحياتي لك ابو لك ابواحمد
ولكن رجعتنا الي زمن لايعود ابدا زمن كانت سرقة الديك لم تكن جريمة بل كانت محبة وتقدير ببن الناس اذ تفدي اسيرك المسروق عند ود االطهور وبكل رضا ومعها مبروك يا العريس ولن يحصل هذا اليوم ولو حصل امكن يمسي العريس وابوه في قسم الشرطة وياحليل زمان
ابوموسى
إرسال تعليق