كتبه: إيريك رافينزكرافت
--
ترجمه: أبوبكر العاقب
نتلقى في الغالب دروساً في التاريخ والعلوم والرياضيات مع تقدمنا في الدراسة. لكن معظمنا، على كلٍ، لا يتلقون دروساً عن كيفية التعرف على أو التعامل مع عواطفهم الخاصة أو عواطف الآخرين. ويمكن أن تكون هذه المهارات قيّمة لكنك لن تستطيع الحصول عليها في قاعات المحاضرات.
عبارة "الذكاء العاطفي" هي عبارة مختصرة يستخدمها الباحثون في علم النفس لوصف كيفية إدارة الأشخاص لعواطفهم والتصرف تجاه عواطف الآخرين بشكلٍ جيد. إن الأشخاص الذين يمتلكون الذكاء الاجتماعي يمتلكون المهارات الخفية للتقدم في حياتهم مثل إدارة تسوية الخلافات والقراءة والتجاوب مع متطلبات الآخرين والتحكم في عواطفهم بحيث لا تتدفق فتعرقل حياتهم. وفي هذا المقال سنتعرف على ماهية الذكاء العاطفي وكيفية تطوير مهارات الذكاء العاطفي لديك.
ما هو الذكاء العاطفي؟
يعتبر قياس الذكاء الاجتماعي مفهوماً حديثاً نسبياً في علم النفس حيث تم استكشافه لأول مرة في منتصف الثمانينيات. ويتم في الوقت الحالي تطوير العديد من النماذج لكن لأغراض هذا المقال سنتطرق لما يُعرف باسم "النموذج المختلط" والذي طوّره العالم النفسي دانيل غولمان. يتضمن "النموذج المختلط" خمسة مجالات رئيسية:
الوعي بالذات: ينطوي الوعي بالذات على معرفتك لنفسك. ويشمل ذلك وضع تقييم دقيق لمقدراتك ومتى تحتاج إلى العون وما هي محركاتك العاطفية.
التحكم في الذات: تتضمن هذه النقطة قدرتك على التحكم في عواطفك عندما تتحول إلى عراقيل. ويشمل التحكم في الذات القدرة على التحكم في الانفعالات الحادة والقدرة على المناقشة الهادئة للتوصل إلى اتفاق وتجنب الأنشطة التي تضعفك مثل الشعور المستمر بالإشفاق على نفسك أو الاحساس بالذعر.
الدافع: لكلٍ منا دوافعه التي تحفزه للفعل مثل المال أو المنصب. وعلى كلٍ، فإن نموذج غولمان يشير إلى الدافع لأغراض السعادة الشخصية وحب الاستطلاع أو الشعور بالرضا لكون الشخص منتجاً.
التعاطف: في حين أن النقاط الثلاث السابقة تتعلق بالعواطف الداخلية للشخص فإن هذه النقطة تتعلق بعواطف الآخرين. ونشير هنا إلى أن التعاطف يعني مهارة وممارسة قراءة عواطف الآخرين والتجاوب معها بالشكل الصحيح.
المهارات الاجتماعية: تتضمن هذه الفئة تطبيق استخدام التعاطف بجانب موازنة متطلبات الآخرين مع متطلباتك الشخصية. ويمكن أن يتضمن ذلك التوصل إلى الجوانب المشتركة مع الآخرين، إدارة الآخرين في بيئة العمل والقدرة على الإقناع.
إن الترتيب الذي أوردنا به هذه القدرات ليس له معنىً هنا إذا أننا جميعاً نتعلم العديد من هذه المهارات بشكل متزامن مع نمونا وتطورنا. ومن المهم أيضاً ملاحظة أنه، لأغراض هذا المقال، سوف نستخدم هذا الترتيب للمتابعة فقط. ولا يعتبر الذكاء العاطفي من المجالات التي يحصل فيها معظم الناس على تدريب نظامي. ولندع علماء النفس يتحاورون حول المصطلحات والنماذج لكننا سنسعى هنا إلى استكشاف ما تعنيه النقاط التي تعرضنا لها أعلاه وكيفية تطويرها في حياتك الخاصة.
الوعي بالذات
قبل أن تتخذ أي خطوة في هذا السياق عليك أن تدرك ماهية عواطفك. إن تعزيز وعيك بذاتك هو الخطوة الألوى للتعرف على النواحي التي تواجه فيها بعض المشكلات. في ما يلي بعض السبل التي تمكّنك من تحسين وعيك بذاتك:
احتفظ بسجل: تنصح "مدونة المهارات المهنية" بالاحتفاظ بسجل لعواطفك ومشاعرك. يمكنك، بنهاية كل يوم، تسجيل ما حدث لك، كيف كان شعورك وكيف تعاملت مع الأمر. وعليك من فترة لأخرى أن تراجع ذلك السجل وتدون أي أنماط اتجاهات أو أي أوقات كان رد فعلك مفرطاً تجاه أمرٍ ما.
اطلب بعض الإفادات من الآخرين: كما أسلفنا من قبل فإنك عندما تتعامل مع إدراكك لذاتك يمكن أن تكون الإفادات من الآخرين ذات قيمة كبيرة. حاول أن تطلب من أشخاص مختلفين ممن يعرفونك بشكل جيد أن يفيدوك عن مكامن القوة والضعف لديك. سجل ما يفيدك به هؤلاء الأشخاص وقارن ما يقولونه وابحث مرة أخرى عن أنماط في سلوكك. الأمر الأهم هنا هو ألا تناقش معهم الأمر إذ ليس من الضروري أن يكونوا على حق. كل ما في الأمر أنك تحاول قياس تقييمك من وجهة نظر الآخرين.
تمهّل (أو تأمل): من المعروف أن المشاعر تخرج عن السيطرة عندما لا نجد الوقت للتمهل أو الفرصة لمعالجتها. في المرة المقبلة عندما يحدث لديك رد فعل عاطفي تجاه أمرٍ ما، حاول أن تتوقف قبل ردة الفعل (وهو أمر بالغ السهولة في حالة تعاملك من خلال الإنترنت). يمكنك أيضاً محاولة التأمل لأجل إبطاء اندفاع عقلك وإعطاء حالتك العاطفية مجالاً للتنفيس.
إذا كنت قد مارست الوعي بالذات بشكل واعٍ من قبل، فإن هذه التلميحات يمكن أن تمثل بعض الموجهات العملية للبداية. إحدى الإستراتيجيات التي استخدمها شخصياً هي السير لمسافات طويلة أو الدخول في حوار مع نفسي أناقش فيه ما يقلقني أو يزعجني. وفي الغالب أجد أن الأشياء التي أقولها للشخصية الافتراضية التي أحاورها يمكن أن تعطيني بعض الرؤية بخصوص ما يزعجني فعلاً. الناحية المهمة هنا هي النظرة إلى الداخل بدلاً عن التركيز فقط على العوامل الخارجية.
التحكم في الذات
بمجرد إدراكك لكيفية عمل عواطفك يمكن الشروع في معرفة كيفية التعامل معها. ويعني التحكم الجيد في الذات السيطرة على الثورات العاطفية والتمييز بين المحرضات الخارجية وردود الفعل المفرطة الداخلية ثم اتخاذ الأنسب لمتطلباتك.
أحد السبل الرئيسية للتحكم في عواطفك هي تغيير المدخلات الشعورية. من المؤكد أنك على علم بالنصيحة القديمة بالعد حتى رقم عشرة ثم التنفس بعمق عندما تشعر بالغضب. لكن عند الحديث كشخص لديه الكثير من مشكلات الإكتئاب والغضب، فإن هذه النصيحة تكون في العادة من فضول الكلام (رغم أنها تعطيك المزيد من القوة إذا صلحت لك). وفي كل الأحوال فإن تحريك جسمك يمكن أن يكسر دائرة الانفعال. فإذا كنت تشعر بالخمول تقوم بعمل بعض التمارين. وإذا شعرت أنك عالق في دائرة عاطفية فلتعطِ نفسك ضربة للانعتاق. إن أي شيء يتسبب في صدمة خفيفة للنظام أو يكسر الروتين سوف يساعدك في هذه الحالة.
ويوصي آدم داشيس من موقع "لايفهاكر" أيضاً بتوجيه الطاقة العاطفية إلى شيء منتج. وليس هنالك خطأ في ترك المشاعر المزعجة تتراكم داخلك للحظة إن لم يكن الوقت ملائماً للتنفيس عنها. إلا أنك عندما تفعل فعليك أن توجهها إلى شيء محفز بدلاً إهدارها في ما لا ينفع: لقد بدأت مؤخراً لعب كرة التنس وأعلم أنني لا يمكن أن أحقق أداءً متميزاً لأنني بدأت متأخراً. ومع ذلك أحرزت تحسناً وأصبحت لديّ موهبة ابتدائية في هذه اللعبة ولذلك عندما يكون لعبي سيئاً فإنني أعطي نفسي قدراً من الاهتمام. وعندما ألعب مع خصم يتمتع بمهارات أكثر مما لدي فإنني أجد نفسي لا أملك شيئاً سوى الشعور بالغضب. وبدلاً عن التعبير عن ذلك الغضب فإنني أدونه واستخدمه لتعزيز رغبتي في ممارسة المزيد من التمارين. ويمكننا في الرياضة أو العمل أو في أنشطة حياتنا اليومية أن نشعر بالرضا عن مهاراتنا وننسى أن لدينا على الدوام مجال للتطوير. عندما تشعر بالغضب الشديد حاول أن تكون أفضل بدلاً عن ذلك.
لا يمكنك التحكم دوماً في ما يتسبب لك بشعور معين لكن يمكنك على الدوام التحكم في رد فعلك. إذا كانت لديك مشكلات في التحكم في اندفاعاتك فعليك محاولة الحصول على المساعدة عندما تكون هادئاً. ليست كل العواطف قابلة للتنفيس. علمتني تجربتي مع الإكتئاب أن بعض المشاعر تدوم لفترة طويلة بعد تدفقها. وعلى كلٍ، هنالك دوماً لحظة تصبح فيها تلك المشاعر أقل كثافة. ويمكن الاستفادة من تلك اللحظات للبحث عن المساعدة.
الدافع
نتحدث كثيراً عن الدوافع والحوافز. وعندما يكون حديثنا عن الدوافع في علاقتها بالذكاء العاطفي، فإننا لا نعني فقط الحصول على الطاقة اللازمة للذهاب إلى العمل. إننا نعني في هذا المقام دافعك الداخلي لإنجاز شيءٍ ما. كما أنه لا يعني حديثاً بلا معني. وكما يشير موقع Psychology today فإن هنالك جزءً من قشرة الدماغ الجبهية يتألق لمجرد التفكير في تحقيق هدف ذي معنى.
وإذا كان هدفك هو بناء سيرة مهنية أو تأسيس أسرة أو إبداع نوع من الإنتاج الفني فإن لكل شخص شيئاً يرغب في إنجازه في حياته. وعندما يكون دافعك يعمل لصالحك فإنه يتصل بالواقع بطرق ملموسة. هل تريد تأسيس أسرة؟ يبدأ الأشخاص ذوي الدافعية في البحث عن شريك. هل تريد تطوير مسيرتك المهنية؟ يسعى الأشخاص ذوي الدافعية في تعليم أنفسهم والتقديم لوظائف جديدة أو يسعون للحصول على ترقية.
ويفترض دانيل غولمان أنه في سبيل البدء في الاستفادة من ذلك الدافع تحتاج في البداية إلى تحديد القيم الخاصة بك. الكثيرون منا مشغولون لدرجة أننا لا نخصص وقتاً للتحقق من ماهية قيمنا. والأسوأ من ذلك أن نقوم بأعمال تناقض بشكل صريح ما ظللنا لوقت طويل نعتبره من قيمنا حتى نفقد ذلك الدافع تماماً.
ولسوء الطالع فإننا لا نستطيع أن نقدم لك الإجابة بخصوص ما تسعى إليه في الحياة لكن هنالك العديد من الإستراتيجيات التي يمكنك تجريبها. استخدم السجل الذي ذكرناه سابقاً لتحدد الأوقات التي شعرت فيها بأنك مُنجِز. أنشئ قائمة بالأشياء التي لها قيمة بالنسبة لك. وقبل كل ذلك، تقبل حالات الغموض والتشويش في الحياة واعمل فقط على تأسيس شيء. ويقترح مدرب اللياقة الدكتور مايكل مانتيل الاستفادة من النجاحات البسيطة التي يمكنك إنجازها. وتذكر أن كل من أنجز شيئاً ترغب في إنجازه قد فعل ذلك ببطء وخلال فترة زمنية.
التعاطف
تشكل عواطفك نصف علاقاتك فقط وهي النصف الذي تركز عليه أكثر من غيره بالتأكيد إلا أن ذلك سببه فقط أنك تكون على تواصل يومي مع نفسك. كما أن جميع الأشخاص الآخرين الذين يهمونك لديهم مشاعرهم ورغباتهم ومحفزاتهم ومخاوفهم. ويعتبر التعاطف من أهم مهاراتك لاستكشاف علاقاتك. إن التعاطف مهارة مستمرة مدى الحياة لكننا نقدم في ما يلي بعض التلميحات التي يمكنك استخدامها لممارسة التعاطف:
اصمت واستمع: لقد بدأنا بأصعب التلميحات لأنه الأهم. ليس بإمكانك ممارسة حياة الآخرين بالكامل لتستطيع فهمهم لكن يمكنك الاستماع إليهم. ويقتضي الاستماع السماح للآخر بالحديث ثم عدم بما يخالف ما يقول. ويعني الاستماع أن تضع جانباً مفاهيمك أو شكوكك المسبقة لوهلة والسماح لذلك الشخص الذي تحادثه بفرصة للإفصاح عن شعوره. إن التعاطف أمر صعب لكن في الحقيقة فإن أي علاقة لديك يمكنك تعزيزها على الأقل بشكل طفيف من خلال الانتظار لعشر ثوانٍ إضافية قبل استلام دفة الحوار.
اتخذ موقفاً معاكساً لموقفك: أحد السبل السريعة لترسيخ رأي معين في ذهنك هو المحاورة لصالح ذلك الرأي. وللتغلب على ذلك يمكنك اتخاذ أو تبني وجهة النظر المعاكسة. إذا كنت ترى أن مديرك غير منطقي، فحاول الدفاع عن تصرفاته في ذهنك. هل ستجد تصرفاته منطقية لو كنت مكانه؟ حتى توجيه أسئلتك الخاصة يمكن أن يكون كافياً للتعاطف مع وجهات نظر الآخرين (رغم أن الحصول على إجابات حقيقية م الآخرين سيساعد بالتأكيد).
لا تعرف فقط، حاول أن تفهم: يعتبر الفهم من أساسيات التعاطف. وكما أشرنا في موضع سابق فإن الفهم يمثل الفرق بين معرفة الشيء والتعاطف الحقيقي معه. وإذا تردد كثيراً عبارة "أنا أعلم لكن .."، فخذ ذلك مؤشراً لتتوقف أكثر قليلاً. عندما يخبرك أحدٌ بتجربة ليست خاصة بك خذ قدراً من الوقت لتفكر كيف كانت حياتك ستغدو مختلفة لو حدثت لك تلك التجربة يومياً. اقرأ عنها حتى تتخمر داخلك. ليست هنالك مشكلة إن لم تخصص كل وقتك لحياة شخصٍ آخر، لكن منح بعض الوقت، حتى في التفكير الحر أثناء العمل، يمكن أن يكون مفيداً.
من البديهي أن التعاطف يُعرف بأنه الانغماس مع شخص آخر في تفاصيل عواطفه. ويعني ذلك السماح لتجارب ذلك الشخص بالتأثير في تجاربك ومن ثم تجاوبك بالشكل السليم. ومن الجيد أن تقدم النصيحة أو التفاؤل لكن التعاطف يتطلب أيضاً انتظارك للمساحة الصحيحة للقيام بذلك. فإذا شخص ما على وشك البكاء أو كنت تشارك شخصاً ما حزناً عميقاً فلا تحاول التقليل من شأن ذلك الحزن أو تحجيم الجرح. فكر في الكيفية التي يجب أن يكون عليها شعور ذلك الشخص وأعطه المساحة ليعيش ذلك الشعور.
المهارات الاجتماعية
إن الحديث في فقرة من مقال عن المهارت الاجتماعية سيكون مثل إلقاء نظرة سريعة عن كتيب إيضاحي موجز عن الفيزياء الفلكية. وعلى كلٍ، فإن الأدوات التي ستطورها في المجالات الأربعة الأخرى ستساعدك في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية التي ما زال الكثير من البالغين يصارعونها. وكما يوضح غولمان فإن مهاراتك الاجتماعية تؤثر على كل شيء من أدائك في عملك وحتى حياتك الرومانسية.
تتخذ الكفاءة الاجتماعية العديد من الأشكال وهي تتجاوز عذوبة الحديث. وتتراوح هذه القدرات من القدرة على التوافق مع مشاعر الآخرين وفهم كيفية تفكيرهم عن الأشياء إلى كون الشخص متعاوناً وقادراً على التصرف ضمن فريق وحتى الخبرة في التفاوض. ويتم تعلٌّم جميع هذه المهارات من الحياة كما يمكننا تطوير قدراتنا في المهارة التي تهمنا من بينها لكن ذلك يحتاج بعض الوقت والجهد والمثابرة. ونحتاج في هذه الحالة إلى نموذج أو شخص يجسد هذه المهارة التي نود تحسينها وتطويرها. لكننا نحتاج أيضاً إلى الممارسة حيثما سنحت الفرصة بشكل طبيعي والتي يمكن أن تتمثل في مجرد الاستماع إلى مراهق وليس بالضرورة أن تكون لحظة أثناء اداء العمل.
يمكنك البدء بأكثر أشكال المشاكل الاجتماعية شيوعاً: حل الخلافات. وهذا هو الموضع الذي يمكن أن تختبر فيه جميع مهاراتك في بيئة حقيقية واقعية. لقد ناقشنا هذه المسألة بعمق في هذا الموضع، لكن يمكننا تلخيص الخطوات الأساسية في ما يلي:
حدد مشاعرك وتعامل معها: عندما يدور حوار أو جدال بينك وشخص آخر فإن النقاش قد يحتدم. فإذا كان أحد المشاركين مفرط الحماس فيجب عليك معالجة تلك المشكلة أولاً. خذ وقتاً لوحدك للتنفيس والارتياح ثم عدْ إلى المشكلة. وفي بيئة العمل يمكن تنفيذ ذلك من خلال الشكوى لأحد الاصدقاء قبل الرد على رئيسك بالبريد الإلكتروني. أما في إطار العلاقة الرومانسية فيمكنك تذكير الطرف الآخر، قبل أن تواجهه بالنقد، بأنك تهتم به.
معالجة المشكلات المشروعة بعد الهدوء: بعد أن تعود إلى حالتك الطبيعية يمكنك تحديد ماهية الخلاف. وقبل القفز إلى الحلول تأكد من قيامك والطرف الآخر بالاتفاق حول حقيقة المشكلات. بعد ذلك يمكن اقتراح الحلول المفيدة للطرفين مع التعامل بشكل ودي مع بعض التنازلات التي قد لا يقبل الطرف الآخر تقديمها (مع ضرورة التمسك بتنازلاتك).
الاتفاق على صيغة تعاونية: بغض النظر عما إذا كنت في بيئة عمل أو بيئة ترفيهية فإن العلاقات تكون في أفضل حالاتها عندما يدرك جميع المشاركين فيها أنهم على نفس المسار. وحتى لو لم تستطع أن تصل إلى صيغة إيجابية تأكد من أنك المقصد النهائي من التواصل هو مقصد تعاوني. ولهذا السبب اجعل رئيسك أو زميلك في العمل أو من يهمك، يعلم أنك ترغب في العمل من أجل نفس الهدف، حتى لو كانت وجهات النظر مختلفة.
بالطبع ليس بالضرورة أن تتخذ جميع التفاعلات مع الآخرين شكل الخلاف أو النزاع. وتتضمن بعض المهارات الاجتماعية مجرد مقابلة أشخاص جدد، التفاعل مع أشخاص بأفكار مختلفة أو مجرد ممارسة بعض الألعاب. وعلى كلٍ فإن حل الخلافات يمكن أن يكون أفضل طريقة تطبق من خلالها مهاراتك العاطفية. ويتم التوصل إلى الحل الأمثل للخلافات عندما تكون ملماً بما تريد وبإمكانك تبليغه بشكل واضح وفهم ما يريده الطرف الآخر والتوصل إلى اتفاق مرضٍ للجميع. وإذا ركزت انتباهك فسوف تلاحظ أن هذا يغطي جميع النواحي الأخرى من نموذج الذكاء العاطفي.
---------------------
* ترجمة: أبوبكر العاقب
0 تعليقات :
إرسال تعليق