1

Google

الاثنين، 16 يناير 2017

التنميط ،، علة العصر


التنميط

التنميط هو إصدار الأحكام على أو تقييم أشخاص أو مجموعات بناءً على تجارب شخصية محدودة. وبعبارةٍ مبسطة إذا واجهتك مشكلة مع شخص من جنسية أو مجموعة عرقية معينة وتوصلت إلى نتيجة أنه وقح مثلاً وقمت بتعميم هذا الحكم على جميع الأفراد الذين ينتمون إلى نفس الجنسية أو المجموعة العرقية، تكون قد مارست نوعاً من التنميط.
ومن الواضح أن التنميط سلوك أو طريقة تفكير كريهة ومستهجنة لكن الأمر الأهم هو ما يترتب عليها بالنسبة إلى أولئك الذين يجدون أنفسهم ضحايا للتنميط. وبخلاف الآثار النفسية للتنميط فإنه يتسبب في العديد من المظالم حيث يؤدي إلى سوء تقييم للشخص الواقع تحت طائلة التنميط.
ينتج التنميط في الغالب عن عدة أسباب يمكن الإشارة إلى بعضها في النقاط التالية:
1-        التفكير غير الناضج: يميل الأشخاص غير الناضجين فكرياً إلى ممارسة التنميط بسبب قلة الدراية بطريقة تقييم الأشخاص والتفاعل معهم. وبالطبع ليس هنالك علاقة بين نضج التفكير والتعليم حيث أن الكثير من الحاصلين على درجات علمية عالية يمكن أن يكونوا غير ناضجين فكرياً مثلهم مثل كثير من الأميين.
2-        الأثر الإعلامي: تساهم الآلة الإعلامية في رسم أنماط للبشر من خلال ربط بعض المزايا والسمات الإيجابية بمجموعات أو أعراق معينة. وينعكس هذا الأثر على طريقة تفكير الناس عن بعضهم البعض ويدفعهم، ربما دون وعي، إلى تطوير أنماط معينة يطبقونها على من حولهم.
3-        الإستراتيجية الدفاعية: يستخدم بعض الناس التنميط كإستراتيجية دفاعية ويكون مثل هذا الشخص في العادة خائفاً من شيء ما ومن ثم يطبق صورةً معينة على الآخر ومن ثم يتصرف أو يتفاعل معه على أساسها.
أما بالنسبة لنتائج التنميط فهي أكثر وضوحاً وأسوأ تأثيراً في الدول التي تتسم بضعف أو غياب مؤسسات تطبيق القانون. وفي مثل هذا المجتمعات يفتقر ضحية التنميط إلى الحماية ضد ما يترتب على التنميط من نتائج كارثية. ويمكن أن تشمل هذا النتائج ما يلي:
1-        العدوان اللفظي: يتراوح العدوان اللفظي بين التلميحات المسيئة ليصل حتى الشتائم المباشرة وقد يقع مثل هذا العدوان في الأماكن العامة المفتوحة مثل محطات المواصلات أو قد يقع في مواجهة الضحية لوحده في حال الانفراد به أو عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
2-        العدوان الجسدي: يمكن أن يتراوح العدوان الجسدي بين الملامسة المسيئة المقصودة وحتى الضرب العنيف المؤدي إلى إصابات نفسية وجسمانية بليغة.
3-        الحرمان من الحقوق: يقع الحرمان من الحقوق كالعادة عندما يكون الشخص الممارس للتنميط في موقع سلطة أو قوة أو مسؤولاً عن تقديم خدمات معينة للجمهور. وفي الغالب تؤثر الصورة النمطية لدى مثل هذا المسؤول على الطريقة التي يتعامل بها أو يخدم بها الجمهور. ويفاقم هذا الوضع ضعف أو غياب أو عدم كفاءة الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون وفرضه.
ورغم أن التفكير التنميطي يبدأ على المستوى الشخصي إلا أنه سُرعان ما يتطور إلى سلوك عام حيث يصبح أساساً لنوع من التمييز. ولهذا السبب يصبح من الأهمية بمكان إدراك أسبابه ونتائجه ومن ثم تطوير إستراتيجيات للتغلب عليه. ويجب تطوير هذه الإستراتيجيات بواسطة المجموعات الخاضعة للتنميط بناءً على إلمامها ومعرفتها وطرق تفاعلها مع أولئك الذين يمارسون عليهم التنميط.
----
أبوبكر العاقب
سبتمبر 2014م

0 تعليقات :

إرسال تعليق